دراسات إسلامية
ذكر
النبي محمد ﷺ في الكتب
السماوية السابقة
كما
دلّ على ذلك الكتاب والسنة
بقلم : د. نزار بن عبد الكريم
بن سلطان الحمداني
لقد ذكر
القرآن الكريم الحقائق الآتية :
الحقيقة الأولى: أن نبي الله إبراهيم وولده إسماعيل
– عليما السلام – دعوا الله ربَّهما أن يبعث في هذه الأمة هذا الرسول الكريم، قال
الله – عزّ و جلّ – :
﴿وَإِذْ
يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا
تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُo رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن
ذُرِّيَتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ
أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ o رَبَّنَا وَابْعَثْ فَيْهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيْزُ الْحَكِيمُ﴾ (البقرة: 127-129).
فالآية
الأخيرة هذه: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُم﴾ إخبار
عن تمام دعوة إبراهيم لأهل الحرم أن يبعث الله فيهم رسولاً منهم – أي من ذرية
إبراهيم – .
وقد
وافقت هذه الدعوةُ المستجابة قدر الله السابق في بعث محمد – صلوات الله وسلامه
عليه – رسولاً في الأميين ، إليهم وإلى سائر الأعجميين من الإنس والجن(1).
روى
الإمام أحمد عن العرباض بن سارية(2) قال: قال رسول الله – ﷺ - : (إني عند الله لخاتم النبيين وإنَّ آدم لَمُنجدِل(3) في
طينته، وسأنبئكم بأول ذلك(4)؛ دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا
أمي التي رأت(5)، وكذلك أمهات النبيين يرين)(6).
الحقيقة الثانية : أن عبد الله ورسوله عيسى ابن مريم – عليه السلام – بشَّر به : قال الله –
تعالى – :
﴿وَإِذْ
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ
إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا
بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم
بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ (الصف:6).
فالتوراة
بشَّرت بعيسى وهو مصداق ما أخبرتْ به، وعيسى مُبَشِّر بمن بعده وهو الرسول النبي
الأمي العربي المكي أحمد، فخاتم أنبياء بني إسرائيل عيسى ابن مريم – عليه السلام –
قام في ملأ بني إسرائيل مُبشِّرًا بمحمد – وهو أحمد – خاتم الأنبياء والمرسلين
الذي لا رسالة بعده ولا نبوة(7).
و(أحمد)
من أسمائه – ﷺ – ففي الحديث المتفق على صحته واللفظ للبخاري(8): (لي خمسة
أسماء(9)، أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو اللهُ بي الكفرَ،
وأنا الحاشر الذي يُحشَر الناسُ على قدمي، وأنا العاقب) ﷺ .
روى
البيهقي(10) عن مقاتل بن حيّان(11) – رحمه الله تعالى –
قال: أوحى الله – تعالى – إلى عيسى ابن مريم – عليه الصلاة والسلام – : [جِدَّ في
أمري(12) ولاتهزل واسمع وأطع يا ابن الطاهرة البكر البتول(13).
إني خلفتُك من غير فحل فجعلتُك آية للعالمين، فإيّايَّ فاعبُد، وعليَّ فتوكّل،
فسِّر لأهل سوران بالسُّريانية(14)، بلِّغ من بين يديك: أني أنا الله
الحيُّ القيوم الذي لا أزول، صدِّقوا النبيَّ الأمي العربي، صاحب الجمل، والمدرعة(15)،
والعمامة – وهي التاج – ، والنعلين والهراوة – وهي القضيب – الجعد(16)
الرأس الصَّلت(17) الجبين، المفروق(18) الحاجبين، الأنجل(19)
العينين، الأهدب الأشفار(20)، الأدعج العينين(21)، الأقنى(22)
الأنف، الواضح الخدَّين، الكثّ اللحية، عرقه في وجهه كأنه اللؤلؤ، ريح المسك ينفح
منه، كأنّ عنقه إبريق فضة، وكأن الذهب يجري في
تراقيه، له شعرات من لبّته إلى سرته تجري كالقضيب، ليس على صدره ولا على بطنه شعر
غيره، شثن الكفين والقدمين(23)، إذا جاء مع الناس(24) غمرهم
، وإذا مشى كأنما يتقلَّع من الصخر وينحدر في صبب، ذوالنسل القليل(26)].
وعن
أبي موسى الأشعري(27) – رضي الله تعالى عنه – قال: أمرنا رسول الله – ﷺ – أن ننطلق إلى أرض النجاشي، فذكر حديثه، قال النجاشي: أشهد أنه رسول الله
– ﷺ – وأنه الذي بَشَّر به عيسى ابن مريم، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيتُه
حتى أحمل نعليه(28).
وروى
البيهقي(29) عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال:
قَدمَ
الجارود بن عبد الله فأسلم، وقال: والذي بعثك بالحق لقد وجدتُ وصفك في الإنجيل،
ولقد بشَّر بك ابن البتول.
ولقد
بشَّر به – ﷺ – الأنبياءُ أقوامَهم .
مَا مَضَتْ فَتْرةٌ مِنَ الرُّسُلِ إِلاَّ
بَشَّرتْ قَــومَهَا بِكَ الأَنْبِيَاء(30)
الحقيقة الثالثة : التي ذكرها القرآن الكريم: أن الرسول النبي الأمي محمدًا – ﷺ – مكتوب في التوراة والإنجيل، ومذكورة فيهما صفته وصفة أصحابه رضوان الله
عليهم .
قال
الله تعالى مُنوِّهًا به – ﷺ – وبمن
اتبعه من أهل الكتاب :
﴿وَاكْتُب(31)
لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَّ فِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ
قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِه مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِيْنَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم
بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَo الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ
الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنَدهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ
عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ
آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ
مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الأعراف:156-157).
وهذه
وصفة محمد – ﷺ – في كتب الأنبياء، بشَّروا أُمَمَهم ببعثه، وأمروهم بمتابعته، ولم تزل
صفاته موجودة في كتبهم يعرفها علماؤهم وأحبارهم(32).
وقال
– تعالى – مُنَوِّهًا بعبده ورسوله محمد – ﷺ – ومُشيدًا بأصحابه الكرام – رضي الله عنهم – ذاكرًا ما مُثِّلوا به في
التوراة(33) والإنجيل:
﴿مُحَمَّدٌ
رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ
بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَّبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ
وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ
مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ
شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ (الفتح:29).
فقوله
– سبحانه – : ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي
الإِنجِيلِ﴾ تنويه من الله تبارك وتعالى بذكر نبيه محمد – ﷺ – وصحابته الكرام – رضي الله عنهم – في الكتب المنزلة والأخبار المتداولة(34).
وروى
البخاري(35) عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت
له: أخبرني عن صفة رسول الله – ﷺ – في
التوراة. قال: أجل؛ والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن:
﴿يا
أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومُبشِّرًا ونذيرًا(36)، وحرزًا
للأميين، أنت عبدي(37) ورسولي(38)، سمَّيتُك المتوكل(39)،
ليس بِفَظِّ ولاغليظ(40)، ولا سخَّاب(41) في الأسواق،
ولايدفع بالسيئة السيئةَ؛ ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة
العوجاء بأن يقولوا: لاإله إلا الله، ويُفتحُ بها(42) أعينٌ عميٌ،
وآذانٌ صمٌّ، وقلوب غلف(43)﴾.
وفي
رواية للبخاري(44) عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – : >أن هذه الآية التي في القرآن: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا
وَّمُبَشِّرًا وَّنَذِيرًا﴾ (الفتح:8) ، قال: في التوراة:
[يا
أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا وَّمُبَشِّرًا وَّنذيرًا وحرزًا للأميين(45)
أنت عبدي ورسولي، سمّيتُك المتوكل، ليس بفَظٍّ ولاغليظ، ولاسخّاب بالأسواق،
ولايدفع السيئةَ بالسيئة(46)؛ ولكن يعفو ويصفح(47)، ولن
يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح بها
أعينًا عميًا، وآذانًا صمًا، وقلوبًا غلفًا].
النعمان السبئي يخبر عن صفة النبي محمد – ﷺ – وأصحابه في التوراة :
النعمان
السبئي كان من أحبار يهود اليمن(48)، فلما سمع برسول الله – ﷺ – قدم عليه فسأله عن أشياء، ثم قال له: إن أبي كان يختم على سِفر، ويقول:
لاتقرأه على يهود حتى تسمع بنبي قد خرج بيثرب، فإذا سمعتَ به فافتحه .
قال
النعمان: فلما سمعتُ به فتحتُ السِّفر فإذا فيه صفتك كما أراك الساعة، وإذا فيه ما
تُحلُّ وما تُحرِّم، وإذا فيه أنك آخر الأنبياء، وأمتك آخر الأمم، واسمك: أحمد،
وأمتك: قربانهم دماؤهم، وأناجيلهم صدورهم، ولايحضرون قتالاً إلا وجبريل معهم،
ويتحنَّن الله – تعالى – عليهم كتحنّن الطير على أفراخه .
ثم
قال لي: إذا سمعتَ به فاخرج إليه وصدِّقه .
وكان
رسول الله – ﷺ – يحب أن يسمع أصحابه حديثه، فأتاه يومًا فقال: [يا نعمان حدِّثنا]،
فابتدأ الحديث من أوله، فرأى رسول الله – ﷺ – يبتسم، ثم قال: [أشهد أني رسول الله](49).
ولقد
بشَّرت التوراة بإسماعيل – عليه السلام – وأن يقيم من صلبه اثنى عشر عظيمًا(50).
ويلزم
من هذه البشارة البشارةُ بمحمد – ﷺ – ؛ لأن
اسماعيل جده وهو سبيله إلى الوجود؛ ولأن العظماء الاثنى عشر أخبر بهم النبي – ﷺ – أيضًا، وأنهم كائنون بعده، فكان منهم بعده: أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعلي،
وعمر بن عبد العزيز، وهم من صلب إسماعيل – عليه السلام – ، وقد روى الإمام أحمد عن
مسروق قال:
كنا
جلوسًا عند عبد الله بن مسعود – وهو يقرئنا القرآن – ، فقال له رجل: يا أبا عبد
الرحمن، هل سألتُم رسول الله – ﷺ – : كم
يملك هذه الأمة من خليفة؟
فقال
عبد الله بن مسعود: ما سألني عنها أحد – منذ قدمت العراق – قبلك ، ثم قال:
نعم،
ولقد سألنا رسول الله – ﷺ – فقال:
[اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل](51).
كما
روى الإمام أحمد – أيضًا – وغيره عن جابر بن سمرة، فقال: كنتُ مع أبي عند رسول
الله – ﷺ – فقال رسول الله – ﷺ – :
[لايزال هذا الدين عزيزًا أو قال: لايزال الناس بخير – شك أبو عبد الصمد(52)
– إلى اثني عشر خليفة]، ثم قال كلمة خفيفةً، فقلتُ لأبي: ما قال؟ قال: [كلهم من
قريش](53).
ولقد
تواترت الخبار وتضافرت على تأكيد هذه الحقيقة من ذلك ما رواه الإمام أحمد عن أبي
صخر العقيلي قال: حدثني رجل من الأعراب قال: (جلَبْتُ جلوبَة(54) إلى
المدينة في حياة رسول الله – ﷺ – فلما
فرغتُ من بيعي قلتُ: لألقين هذا الرجل(55) فلأسمعن منه. قال: فتلَقّاني
بين أبي بكر وعمر يمشون، فتبعتُهم في أقفائهم حتى أتوا على رجل من اليهود ناشر التوراة
يقرؤها يُعزّي بها نفسه على(56) ابن له في الموت(57) كأحسن
الفتيان وأجمله(58). فقال رسول الله – ﷺ – : (أنشدك بالذي أنزل التوراة هل تجد في كتابك هذا صفتي ومخرجي؟) فقال
برأسه هكذا – أي : لا – . فقال ابنه: والذي أنزل التوراة إنا لنجد في كتابنا صفتك
ومخرجك، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . فقال: (أقيموا اليهود(59)
عن أخيكم) . ثم ولى كفنه وحنطه(60)، وصلى عليه(61).
ورواه
البيهقي(62) عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – : أن غلامًا يهوديًا كان
يخدم النبي – ﷺ – فمرض فأتاه النبي – ﷺ – يعوده،
فوجد أباه عند رأسه يقرأ التوراة.
فقال
له رسول الله – ﷺ – :
يايهودي، أنشدك بالله – الذي أنزل التوراة على موسى – هل تجد في التوراة نعتي
وصفتي(63) ومخرجي؟ قال: لا . قال الفتى: يارسول الله، إنا نجد لك في التوراة نعتك
وصفتك ومخرجك، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . فقال النبي – ﷺ – لأصحابه: [أقيموا هذا(64) من عند رأسه ولوا(65)
أخاكم] .
وروى
الإمام أحمد(66) – رحمه الله – عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: إن
الله – عز وجل – ابتعث نبيه – ﷺ – لإدخال
رجل إلى الجنة، فدخل الكنيسة فإذا هو بيهود، وإذا يهودي يقرأ عليهم التوراة، فلما
أتوا على صفة النبي – ﷺ – أمسكوا،
وفي ناحيتها رجل مريض . فقال النبي – ﷺ – : [مالكم أمسكتم]؟.
قال
المريض: إنهم أتوا على صفة نبي فأمسكوا .
ثم
جاء المريض يحبو(67) حتى أخذ التوراة فقرأ حتى أتى على صفة النبي – ﷺ – وأمته، فقال:
هذه
صفتك وصفة أمتك، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، ثم مات. فقال النبي – ﷺ – لأصحابه : [ولوا أخاكم] .
* * *
الهوامش :
(1)
ابن كثير : 1/189 .
(2)
أبو نجيح السلمي، من أهل الصُّفّة، أحدالبكّائين،
سكن حمص، ومات في فتنة ابن الزبير. وكان مقتل ابن الزبير عام 73هـ .
(3)
قال ابن الأثير: أي مُلَقى على الجدالة، وهي
الأرض. (النهاهة: 1/248) .
(4)
المراد أن أول من نوّه بذكره وشهره في الناس
إبراهيم – عليه السلام – (ولم يزل ذكره في الناس سائرًا مشهورًا
حتى أفصح باسمه عيسى ابن مريم – عليه السلام – (انظر ابن كثير: 1/190) .
(5)
وفي رواية أبي أمامة مرفوعًا: (.. ورأت أمي أنه
خرج منها نور أضاءت له قصور الشام) . (ابن كثير) .
(6)
ابن كثير: 1/190 و 4/384 و 385. مسند أحمد:
4/127، السطر (18) .
(7)
انظر ابن كثير: 4/384 .
(8)
صحيح البخاري مع الفتح: (باب ما جاء في أسماء
رسول الله – ﷺ – ) من كتاب المناقب: 6/554. و(باب
يأتي من بعدي اسمه أحمد) من كتاب التفسير: 8/640 .
(9)
أراد أن لي خمسة أسماء أختص بها، لم يُسمَّ بها
أحدٌ قبلي، ولم يرد الحصر فيها. فـ(محمد) أشهر أسمائه – ﷺ – وقد تكرر في القرآن، وهو من باب
التفعيل للمبالغة وهو بمعنى محمود، منقول من صفة الحمد، وكان أبوطالب يقول:
وشَقَّ لـــــه مِـــن اِسْمِــه
ليُجلَّــــــــه
فَذُو الْعَرشِ مَحْمُوْدٌ وَهذا
مَحمَّد
والمحمد الذي حُمِد مرة بعد مرة، أو
الذي تكاملت فيه الخصال المحمودة، وقد خُص – ﷺ – بسورة الحمد، وبلواء الحمد، وبالمقام المحمود،
وشُرع له الحمد بعد الأكل، وبعد الشرب، وبعد الدعاء، وبعد القدوم من السفر،
وسُمِّيت أمته الحمَّادين، فجُمِعتْ له معاني الحمد وأنواعه. وأما (أحمد) فمن باب التفضيل، ومعناه أحمد
الحامدين، فالأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – حمَّادون، وهو أحمدهم، أي أكثرهم
حمدًا. وقوله: (الذي يُحْشَر الناسُ على قدمي) أي على أثري، أي أنه – ﷺ – يُحْشَر قبل الناس، كما في الحديث: (أنا أول
من تنشق عنه الأرض) . وأما (العاقب) فقد ورد في رواية زيادة: (الذي ليس بعده نبي).
ومما وقع من أسمائه – ﷺ – في القرآن: (الشاهد، المُبشِّر، النذير المبين، الداعي إلى الله، السراج المنير،
المُذكِّر، الرحمة، النعمة، الهادي، الشهيد، الأمين، المزمل، المدثر). ومن أسمائه المشهورة: (المختار والمصطفى، والشفيع المشفَّع،
والصادق المصدوق) وغير ذلك. راجع فتح الباري:
6/554-558. وانظر: باب ذكر أسماء رسول الله – ﷺ – في دلائل النبوة للبيهقي: 1/151-161 .
(10)
دلائل النبوة: 1/378. وانظر سُبُلَ الهدى:
1/97-98 .
(11)
البلخي، البكري – مولاهم – ، الخرّاز، روى عن
مجاهد وعروة وسالم، وروى عنه إبراهيم بن أدهم وابن المبارك، وثـَّقه ابنُ معين،
وأبوداود، وقال النسائي: ليس به بأس. (الخلاصة) .
(12)
في سبل الهدى: (جدَّ في بني إسرائيل).
(13)
سُمِّيت مريم بذلك من قولهم: امرأة بتول، أي:
منقطعة عن الرجال لاشهوة لها فيهم. (سبل الهدى: 1/98) .
(14)
في سبل الهدى: (فسر – أمر بالسير – إلى أهل
سورانية). ا.هـ وسورانية جزيرة كبيرة في بحر الروم، كماقال ياقوت. والظاهر صواب
عبارة البيهقي، و(سوران) أو (سورا): موضع بالعراق من أرض بابل، وهي مدينة السريانيين. (معجم البلدان) .
(15)
المدرعة والمدرع واحد، وادّرع الرجل: لبس
الدِّرع. ودرع الحديد: ما يُتَّخذ من لباس الحرب لحماية الصدر. ودرع المرأة:
قميصها. (انظرالمختار (درع). ) .
(1)
جعد – بضم العين وكسرها – الشَّعر جعودةً: إذا
كان فيه التواء وتقبُّض، فهو جعد ؛ وذلك خلاف المسترسل. (المصباح: جعد) .
(2)
أي واسع الجبين. (النهاية في غريب الحديث: صلت) .
(3)
في سبل الهدى: (المقرون الحاجبين)، والقرن – بالتحريك – : التقاء
الحاجبين، وهذا متفق مع وصف أم معبد لرسول الله – ﷺ – . قال ابن الأثير: والصحيح: (سوابغ في غير قرن). (انظر النهاية: قرن: 4/54).
(4)
النَّجل – بفتحتين – : سعة العين، وحسنها.. وعينٌ
نجلاء مثل حمراء المصباح) وفي رواية (سبل الهدى): أكحل العينين.
(5)
هُدب العين: ما نبت من الشعر على أشفارها، والجمع:
أهداب، ورجلٌ أهدب: طويل الأهداب: (المصباح).
(6)
الدَّعج: سعة العين مع سوادها، وقيل: شدَّة
سوادها في شدة بياضها. (المصباح) .
(7)
القنا في الأنف: طوله، ورقة أرنبته مع حدب في
وسطه، وهذا متفق مع وصفه – ﷺ – بأنه : (كان أقنى العرنين)، والعرنين: الأنف. (انظر النهاية: قنا).
(8)
شثن – وزان فلس – الكفين والقدمين: غليظهما، وقد
شثنت الأصابع – من باب تعب – إذا غلظت من العمل. (المصباح) .
(9)
في سبل الهدى : (إذا جامع الناس) .
(10)
غمرهم: أي علاهم شرفًا. (سبل الهدى) .
(11)
ذوالنسل القليل: أراد الذكور من صلبه – ﷺ – (سبل الهدى) و(دلائل البيهقي) .
(12)
عبد الله بن قيس بن سليمان بن حضار، هاجر إلى
الحبشة، وعمل على زبيد وعدن ووُلِّي الكوفة لعمر والبصرة، توفي سنة 42هـ . (الخلاصة) .
(13)
رواه أبوداود في سننه – باب في الصلاة على المسلم
يموت في بلاد الشرك – كتاب الجنائز، (ح: 3205): 3/212. وانظر سبل الهدى: 1/98 .
(14)
كما في (سبل الهدى: 1/98) .
(15)
الهمزية في مدح خير البرية للبوصيري (البيت السابع) .
(16)
من دعاء سيدنا موسى عليه السلام. راجع الآية 155
من سورة الأعراف .
(17)
ابن كثير: 2/262 .
(18)
قال ابن كثير (2/264): قال البخاري: ويقع في كلام كثير من
السلف إطلاق التوراة على كتب أهل الكتاب. اهـ. قلت: لكن إذا جاء ذكر التوراة مع
ذكر الإنجيل فالمراد بها حينئذ الكتاب الذي أنزله الله على نبيه موسى – عليه
الصلاة والسلام – كما أن الإنجيل هو الكتاب الذي أنزله الله – سبحانه – على نبيه
عيسى ابن مريم – عليه الصلاة والسلام – .
(19)
انظر ابن كثير : 4/219 .
(20)
في (باب كراهية السخب في الأسواق) من كتاب
البيوع. (الفتح: 4/342). وانظر دلائل النبوة للبيهقي: 1/374. وتفسير ابن كثير: 2/263-264. وسبل
الهدى والرشاد:1/96.
(21)
كما في الآية الخامسة والأربعين من سورة الأحزاب
.
(22)
كما في الآية الأولى من سورة الإسراء: ﴿سُبْحَانَ الَّذِيْ أَسْرٰى بِعَبْدِه﴾ .
(23)
كمافي الآيةالتاسعة والعشرين من سورة الفتح: ﴿مُحَمَّدٌ رَّسُوْلُ اللهِ﴾.
(24)
أي على الله ، لقناعته باليسير، والصبر على ما
كان يكره. (الفتح: 8/586) .
(25)
كمافي الآية التاسعة والخمسين بعد المائة من سورة
آل عمران: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَليظَ
الْقَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾.
(26)
بالسين من السخب، وهولغة ربيعة في الصَّخب، وهو
رفع الصوت. (سبل الهدى:1/97) .
(27)
أي بكلمة التوحيد .
(28)
قال البخاري: غُلف: كلُّ شيء في غلاف، سيف أغلف،
وقوس غلفاء، ورجلٌ أغلف: إذا لم يكن مختونًا. (الفتح:4/343). وفي ابن كثير ودلائل البيهقي: قال
عطاء: ثم لقيت كعب الأحبار فسألته، فما اختلفا في حرف، إلا أن كعبًا قال بلغته:
قلوبًا غلوفيًا، وآذانًا صموميًا، وأعينًا عموميًا.
(29)
باب (إِنّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَّمُبَشِّرًا
وَّنَذِيْرًا) من كتاب التفسير: 8/585. وانظر دلائل البيهقي: 1/375.
(30)
أي حفظاً للعرب، والعرب أميون ؛ لأن الكتابة
عندهم قليلة: قال في سبل الرشاد (1/96): وليس لليهود أن يتمسكوا بقوله: (حرزًا للأميين) على ما زعموا أنه – ﷺ – مبعوث إلى العرب خاصة؛ لأن قوله: (حتى يقيم الملة العوجاء) يشملهم ؛ لأنهم بدلوا وحرفوا وغيروا،
فأرسل – ﷺ – إليهم ليقيم عوجهم، وهل أحد أولى
منهم بإقامة عوجهم؟!.
(31)
كما في الآية السادسة والتسعين من سورة المؤمنون:
﴿اِدْفَعْ
بِالَّتِيْ هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ﴾، والآية الرابعة والثلاثين من سورة فُصِّلت: ﴿وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ
السَّيِّئَةُ ادفَعَ بالَّتِي هِي أَحْسَنْ فَإِذا الذِي بَينكَ وَبَيْنَه عَداوةٌ
كَأنَّه وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ .
(32)
كما في الآية الثالثة عشرة من سورة المائدة: ﴿... فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ
اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِيْنَ﴾ .
(33)
ويقال: إن النعمان هذا هو الذي قتله الأسود
العنسي الكذاب وقطعه عضوًا عضوًا، والنعمان يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
أن محمدًا رسول الله، وأنك كذاب مفتر على الله عز وجل . ثم حرقه بالنار. (سبل الهدى: 3/378).
(34)
سبل الهدى : 3/378 .
(35)
ابن كثير: 2/34 .
(36)
المسند : 1/398 . وانظر ابن كثير: 2/34 . وقال :
هذا حديث غريب من هذا الوجه ، وأصله ثابت في الصحيحين من حديث جابر بن سمرة .
(37)
أحد رواة الحديث .
(38)
المسند: 5/98 . وانظر ابن كثير: 2/34 . وقال:
ومعنى هذا الحديث: البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحًا يقيم الحق، ويعدل فيهم،
ولايلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم، بل قد وجد منهم أربعة على نسق، وهم الخلفاء
الأربعة: أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعلي – رضي الله عنهم –، ومنهم : عمر بن عبد
العزيز – بلاشك عند الأئمة – ، وبعض بني العباس، ولاتقوم الساعة حتى تكون ولايتهم
لا محالة، والظاهر أن منهم المهدي المُبَشَّر به في الأحاديث الواردة بذكره، فذكر
أنه يواطيء اسمه اسم النبي – ﷺ – ، واسم أبيه، فيملأ الأرض عدلاً
وقسطاً كما مُلِئَتْ جورًا وظلمًا . اهـ .
(39)
وردت بالحاء المهملة، وعليه فمعناها: الناقة
الحلوب. ووردت بالجيم فمعناها ما يؤتى به من البوادي والقرى للبيع في المدن .
(40)
يعني رسول الله محمدًا – ﷺ – .
(41)
في ابن كثير وفي سبل الهدى : عن ابن .
(42)
أي في سياق الموت يحتضر .
(43)
في ابن كثير (2/62) : كأجمل الفتيان وأحسنها. وفي سبل
الهدى: (كان من أحسن الفتيان وأجملهم) .
(44)
في ابن كثير:
(اليهودي) .
(45)
الحنوط والحناط : طيب يخلط للميت خاصة (المصباح) .
(46)
مسند أحمد : 5/411 . تفسير ابن كثير: 2/262.
وقال: هذا حديث جيد قوي له شاهد في الصحيح عن أنس. وانظر دلائل النبوة للبيهقي :
6/272 . وسبل الهدى والرشاد: 1/97. ومجمع الزوائد: 8/234. وقال: أبو صخر لم أعرفه،
وبقية رجاله رجال الصحيح.
(47)
دلائل النبوة : 6/272 . وقد تتكرر الحادثة .
(48)
يقال: الصفة إنما هي بالحال المنتقلة . والنعت:
بما كان في خلق أو خُلُق . (المصباح: وصف) .
(49)
يعني أبا الغلام .
(50)
قوموا بما يلزمه وباشروا إعداده . من الولاية . والولي:
فعيل بمعنى فاعل من وليه إذا قام به. (وانظر المصباح: ولي) .
(51)
في مسنده: 1/416 . ورواه البيهقي في دلائله:
6/273. وذكره في سبل الهدى : 1/97. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/231، وقال:
فيه عطاء بن السائب وقد اختلط. قلت: اختلط عطاء بن السائب في آخر عمره. قال أحمد
بن حنبل: ثقة، رجل صالح، من سمع منه قديمًا فسماعه صحيح، ومن سمع منه حديثًا
فسماعه ليس بشيء. اهـ، وقد روى هذا الحديث عن عطاء: حماد بن سلمة، والجمهور على
تصحيح روايته عنه، وأن حمادًا من الذين يؤخذ منهم حديث عطاء. (انظر الكواكب النيّرات لابن الكيّال: 319-335) .
(52)
يزحف على بطنه. حبا الصغير يحبو حبوًا : إذا درج
على بطنه. (المصباح: حبا).
*
* *
مجلة
الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . ربيع الأول 1428هـ =
أبريل 2007م ، العـدد : 3 ، السنـة : 31.